تشتهر مصر بمواقع سياحية مثل الأهرامات والمتحف المصري في القاهرة الذي يضم القناع الذهبى لتوت عنخ آمون، ولكن غالبًا ما يتم نسيان روعة مدنها التاريخية ومناظر تلك المدن العامرة بالمساجد والمدارس والأسواق.
وفيما يلي دليلنا لعشر من أكثر المدن إثارة للإعجاب، بما في ذلك الواحات الصحراوية التي حافظت على طابعها البدوى بعيدا عن المدنية منذ قرون، وكذلك منتجعات البحر الأحمر، والمواقع الدينية المسيحية القديمة التي ظلت قائمة منذ القرن الرابع الميلادى.
#1 القاهرة القديمة
على الرغم من أنها تعد مدينة إلا أن الأحياء القديمة في القاهرة مذهلة للغاية وهى تشمل المساجد ذات المآذن المرتفعة والأسواق القديمة والكنائس القبطية والمعابد والقلعة المحصنة الضخمة.
تبدأ المباني الإسلامية غير العادية في القاهرة بمسجد عمرو بن العاص المبني عام 641 م، القاهرة التاريخية هي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وتتضمن مساجد ابن طولون والحكيم والمدارس القديمة والأضرحة والأزقة الصاخبة والأسواق.
تأكد من أنك تتوجه أيضًا لزيارة قلعة صلاح الدين، التي بُنيت في القرن الثاني عشر مع مسجد محمد علي في قمتها حيث ستجد أفضل المناظر لمدينة القاهرة القديمة.
#2 سيوة
سيوة هي واحة صحراوية تقع بالقرب من الحدود الليبية، وهي مكان يشبه السراب في الصحراء به أشجار النخيل وبساتين الزيتون التي تظهر فجأة خارج الرمال،
تضم المنازل المبنية بالطوب اللبن حوالي 20.000 من السكان البربر، مع ثقافتهم المميزة الخاصة نتيجة لموقع المدينة المعزول، تاريخيا ، والناس لديهم لغتهم الخاصة.
ويعود تاريخ سيوة المسجل إلى القرن العاشر قبل الميلاد عندما تم إنشاء معبد آمون (الذي زاره الإسكندر الأكبر).
اليوم يمكنك رؤية بقايا الهيكل الخلابة، وقلعة شالي التي تعود للقرن الثالث عشر مع أزقة المتاهة والمسجد القديم والمآذن في وسط سيوة.
#3 أسوان
كانت أسوان ذات يوم مدينة سونيت القديمة، وتاريخيا هي نقطة الحدود والحماية الجنوبية للأراضي المصرية، وهى تقع على النيل.
النهر الذي كان شريان الحياة لمصر منذ آلاف السنين، في أسوان يمكنك ان تستقل المراكب الشراعية التقليدية و"الفلوكة" (المركب ذات المجاديف) التي تبحر على طول النهر إلى الشمال.
على طول ضفاف الأنهار توجد المنحدرات الحجرية والمحاجر التي زودت الفراعنة بالمواد اللازمة لتشييد آثارهم العظيمة.
تشمل المواقع التي يجب مشاهدتها في أسوان السوق القديم وحديقة كيتشنر وهي جزيرة في النيل مهداة إلى اللورد كيتشنر بعد حملة السودان عام 1898 ولقد أصبحت الآن موطناً لحدائق أسوان النباتية.
وبواسطة الفلوكة والجمال يمكنك الوصول إلى دير سانت سيمون المهجور الجميل وقرى النوبيين ذات الألوان الزاهية التي تحيط بأسوان.
#4 القصر
القصر هي مدينة من العصور الوسطى بناها العثمانيون في عمق الصحراء الغربية وتشكل جزءا من واحة الداخلة.
يعتقد علماء الآثار أن تاريخها يمتد إلى مجتمعات الصيادين منذ مئات الآلاف من السنين، وكان السير "أرتشيبالد إدموندستون" أول أوروبي يضع قدمه هنا في عام 1819.
تتكون واحة الداخلة من سلسلة من المدن الصغيرة وما يزيد عن 500 من الينابيع الساخنة، لكن القصر هى الأكثر إثارة للإعجاب في المدن، في اللغة العربية.
وتعد عاصمة الواحة التي تعود إلى العصور الوسطى والتي بناها العثمانيون إلى حد كبير في القرن الثاني عشر على أنقاض مدينة رومانية.
منازلها المبنية من الطوب الطيني بعضها يزيد عمره عن ألف سنة وبها نقوش على أبوابها مأخوذة من القرآن.
وفى متاهة الأزقة يمكنك العثور على العديد من متاجر الحرف التقليدية بما في ذلك متجر للحدادة وعصر الزيتون وورش الحرف.
#5 الفيوم
الفيوم هي واحدة من أقدم المدن في مصر وتم سكنها منذ العصور الفرعونية، وهى معروفة لدى الإغريق باسم Crocodilopolis، حيث يعبد السكان المحليون تمساحًا مقدسًا.
المدينة نفسها مليئة بالأسواق والمواقع التقليدية بما في ذلك المسجد المعلق ومسجد قايتباي – المبنى النادر الفريد في مصر والعالم الإسلامي ، حيث تم بناؤه دون مآذنة.
وإحدى المناطق الرئيسية في الفيوم هي المنطقة المحيطة بالمدينة نفسها فيما يسمى وادي الحيتان وهو موقع مميز للتراث العالمي به مناظر خلابة إلى جانب كونه موقع لاكتشاف مئات الأحافير التي تنتمي إلى أشكال مبكرة من الحيتان وأسماك القرش والتماسيح، كما يمكن رؤية هياكل عظمية كاملة للحيتان في الرمال حول الفيوم.
#6 دهب
تقع دهب على ساحل شبه جزيرة سيناء وتطل على مياه البحر الأحمر الصافية، في الأصل كانت دهب قرية صيد بدوية، وهناك القليل من الأهمية المعمارية أو الأثرية بها.
ولكن الشيء الذي يجعل المكان مميزًا هو أن على جانب واحد من المدينة توجد جبال سيناء العظيمة وعلى الجانب الآخر مياه خليج العقبة.
واسم "دهب" قد يكون إشارة إلى لون الرمال أو السماء الحمراء الذهبية عند غروب الشمس، وعلى عكس المنتجعات مثل شرم الشيخ التى تقع في أسفل الساحل.
ظلت ذهب غير ملوثة إلى حد ما، و الكثير من الزوار يتطلعون إلى الاستمتاع بالغوص في أعماق البحار بها.
#7 وادي النطرون
وادي النطرون هى أبعد ما تكون عن مفهوم المدينة النموذجية، وبها مجموعة من المواقع الرهبانية القبطية المسيحية القديمة الجميلة مجتمعة في الصحراء بين القاهرة والإسكندرية.
في التاريخ المسيحي يُعرف وادي النطرون باسم "Scetes"، في القرن الرابع جاء العديد من المسيحيين إلى هذه المنطقة الصحراوية المهجورة هربًا من الفساد الذي رأوه في مدن مصر.
لقد أصبحوا ناسكين أو مجموعات تقيم معًا في الأديرة لتكريس أنفسهم لعبادة الله، كان القديس مكاريوس زعيم الآلاف من المسيحيين الذين جاؤوا إلى هنا.
ومع مرور الوقت كان عليهم بناء الأبراج والجدران والدفاعات لحماية الكنائس والأديرة من المغيرين البربر.
فى مرحلة ماضية كان هناك أكثر من خمسين من الأديرة هنا ولكن الآن لا يوجد سوى أربعة مواقع رائعة للغاية تشكل جزءًا من موقع اليونسكو للتراث العالمي.
#8 الأقصر
لا يمكن إغفال الأقصر تلك المدينة التي تهيمن عليها الآثار الرائعة التى ترجع للعصر الفرعوني، وهى تقع على ضفاف النيل في جنوب مصر.
كانت الأقصر ذات مرة مدينة "طيبة القديمة" -عاصمة مصر العليا خلال عصر الفراعنة، تُعرف اليوم باسم "أرقى متحف في الهواء الطلق في العالم" ، وهى موطن لكثير من المناظر الطبيعية الخلابة والمواقع الاثرية الاندر التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان أخر فى العالم.
يمكنك استكشاف مواقع مثل معبد الكرنك ومعبد الأقصر، ومعابد الفراعنة العظماء رمسيس الثاني والثالث، وعلى الجانب الآخر من النيل من الأقصر يوجد وادي الملوك.
هناك أيضًا العديد من المواقع الإسلامية التي يمكن رؤيتها في الأقصر مثل مسجد أبو حجاج المبني على قمة معبد الأقصر والكورنيش الخلاب والسوق والبازارات فى الشوارع.
#9 قصر الفرافرة
مدينة قصر الفرافرة هي مدينة تقليدية أخرى مبنية من الطوب اللبن، وتحيط بها بساتين النخيل الخلابة وتهيمن عليها قلعة فوق التلال القديمة بناها الرومان قبل ألفي سنة لحماية طريق القوافل التجاري الذي كان ينتهي هنا.
لا تزال المدينة التي يقطنها حوالي 5000 شخص تعتمد على الصناعات التقليدية مثل غزل الصوف والمقاهي، ولم تشهد سوى القليل من التطور الحديث.
في منخفض الفرافرة في الصحراء الغربية، كما تقع البلدة أيضًا بجوار واحدة من أكثر الحدائق الطبيعية إثارة للإعجاب في مصر وهي الصحراء البيضاء التى تشتهر بتكويناتها الطباشيرية الرائعة والصخور البيضاء الغريبة التي تمتزج بالرمال.
يتجه الكثيرون إلى مدينة الواحات البحرية لاستكشاف الصحراء البيضاء لكن قصر الفرافرة لم يتأثر بالمدنية الحديثة.
#10 الإسكندرية
تقع عاصمة مصر الثانية " الإسكندرية" على ساحل البحر المتوسط وهي ذات طابع أكثر أوروبية في الجو مع شوارع واسعة وحدائق جميلة ومفتوحة.
تأسست المدينة على يد الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد، وكانت مركزًا للحضارة اليونانية وموطنًا لمنارة فاروس إحدى عجائب العالم القديم، لقرون كان هناك مجتمع يوناني قوي في المدينة.
تقع المباني المتطورة الحديثة جنبًا إلى جنب مع المباني الإسلامية التقليدية،على شواطئ البحر الأبيض المتوسط ستجد قلعة قايتباي الرائعة وشاطئ المعمورة البكر الذي يتردد عليه الأثرياء والمشاهير.
ثم هناك حدائق الشلالات الجميلة وقصر المنتزه ورأس التين وقصر أنطونيادس ومكتبة الإسكندرية الحديثة - يجب على الجميع زيارة المعالم السياحية العديدة بها.